20‏/03‏/2011

أعزي الحياة بفقد الإنسان السيّد فضل الله


أ

عزي الحياة بفقد الإنسان السيّد فضل الله
http://arabic.bayynat.org.lb/funeral/kitabat_06072010_12.htm

http://rasid111.homeip.net/artc.php?id=38707

هو الإنسان، والإنسان هو الوصف الّذي يمكنه أن ينفتح بكلِّ أبعاده ليتجسَّد في شخصيَّة السيِّد الفقيد، آية الله العظمى محمد حسين فضل الله، ليكون مناسباً لهذا المقام، وإنّني حينما أقول "الفقيد"، فإنّني أعزّي في فقد رجلٍ كان يشعر بأنّه مسؤول عن الحياة كلّها في كلّ طاقاته.
لذلك، فإنّني أعزّي الحياة، أعزّيها لأنّ جذوةً متوهّجةً فيّاضةً بالضّياء قد ذهبت إلى الأعالي، في ميعادٍ مع الله، حيث كانت تتطلّع تلك الجذوة، فهي وإن ابتعدت عن عالمنا المادّيّ والتقليديّ، فإنّها متجذّرة في الأرواح الّتي ستظلّ تقتطف من ريان عناقيدها ما بقيت إشراقات الشّمس.
كان فضل الله مفعماً بفضل الله، بحيث تدرك عظمة الله سبحانه وتعالى عندما تشرع في لملمة أطراف شخصيّته الممتدّة الظّلال على أشجارٍ مثمرة، فقد كان في فكره رافداً للنّاس فيما يحتاجون، محلّقاً في سمائه بجناحي العلم والعمل، فكانت مدرسته مدرسة الانفتاح على الحياة كلّها من خلال المشروع الفكريّ المفعم بالعمل، وكان يجسّد بذلك أعظم مصداقٍ للصّدق وللإسلام الّذي ليس لقلقة لسان، وليس همجيّةً رعناء، وإنّما هو المحبّة للكائنات كلّها.
المحبّة الّتي تشرح صدرك عندما تتكامل مع مجتمعك وتعين أفراده على تخطّي عثرات بعضهم البعض، والمحبّة الّتي تصل بك إلى وعي لا يسمح لك بالسّكوت عن قسوة المحتلّ، فتقاومه وتبذر في صدره الرّصاص، لتحصد منه خوفاً لا يسمح له بالتعدّي على أيّ مفردةٍ من مفردات الحياة الهانئة، المفعمة بسنابل البركة الرّبّانيّة.
ولم يكن الفقيد الكبير محدوداً في إطارٍ دينيّ أو مذهبيّ أو سياسيّ، وإنما كان قلباً نابضاً في جسد التّعايش، ومنه تتدفّق روح المواءمة على الصّعد المتعدّدة، ففضل الله الّذي تقاطر من سحابة الإسلام على الأرض، كان يتدفّق في أبعاد الإنسانيّة كلّها.
لذلك، لا أجد وصفاً أستطيع به أن أصف هذا المصاب إلا قولي: إنّني أعزّي الحياة بفقدها الإنسان السيّد محمد حسين فضل الله.
التاريخ: 24 رجب 1431 هـ  الموافق: 06/07/2010 م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق