11‏/08‏/2012

ناجي عطا الله .. كم يحتاجك المسلمون



مجموعة من الشباب الذي لا يفقه أبجديات السياسة ولا يفرق بين الحليف والعدو تمكنت من اختراق بنك في تل أبيب والحصول على خزينته والخروج من فلسطين المحتلة .. سيناريو خرافي وسطحي ويستهتر بأقدس قضايا الأمة .. القضية الفلسطينية .. ولكن بعيداً عن واقعية السيناريو فإن عادل إمام ( ناجي عطا الله ) حينما أخذته شخصياً الحمية على ماله الخاص الذي جمده البنك استعان بمجموعة من الشباب الحالم لاسترداد حقه المغتصب من إسرائيل مقابل تحقيق أحلامهم التي لا تتجاوز العيش الكريم.

الذي فات الكثير من متابعي المسلسل هو هذا المفصل: العزم والسعي.
خلال العامين الماضيين رأينا الأعاجيب من قدرة هائلة للشعوب في التمرد وتغيير الواقع بشكل مخالف للقناعة السائدة لدى الشعوب العربية أنها شعوب العجز والطاعة والخذلان .. وكان إذا تكلم رجل الشارع في الساسة  كثيراً قيل له: حرر القدس ثم تكلم!

ولكن - وأمام قضايا مختلفة عن القضية الفلسطينية اقتنع العربي الفقير أنه لن يخسر شيئاً إذا تحرك في وجه الحاكم الظالم .. فكانت الحركات الشعبية التي تفجرت من تونس غرباً وزحفت شرقاً حتى وصلت إلى البحرين .. وحتى من يتمتع بوضع اقتصادي جيد في بلده لم يصرف النظر عن الدول التي تشهد هذا الحراك الحر .. فتجده قد بذل ماله في سبيل التغيير في بلد أخرى .. أو انشغل بالمتابعة الإعلامية الجادة لأنه يرى القضية قضيته شخصياً .. حتى بات العرب يعلمون علم اليقين أنهم قادرون على تغيير الواقع من أجل الوصول به إلى شكل أفضل.

هذا الشعور العربي العام تجاه ظلم الحكام لهم هو عينه الشعور الذي انتاب ناجي عطا الله عندما وجد نفسه في أروقة المحكمة الإسرائيلية .. فلم يفكر بصعوبة ما سيقدم عليه بقدر ما كان عازماً على فعله بالقانون أو بغير القانون .. أو كما يقولون في التعبير الشعبي ( الحق أو بالباطل) فجمع الكوادر التي يحتاجها في خطته وقام بالتنفيذ بنجاح.

فلو كان شعور ناجي عطا الله بالمظلومية موجوداً عند كل عربي .. ولو عمل كل شخص بمقتضى طبيعة عمله في سبيل إنجاح فرقة ناجي عطا الله (الكبرى) .. كأن يكون في كل دولة عربية حملة جمع تبرعات لتسليح الشعب الفلسطيني وتزويده بالتقنية المطلوبة والقوة اللازمة .. و تطوع من يريد لمساعدة هذا الشعب بالإعلام وتبيين ما يقع على هذا الشعب من مظلومية أمام العالم..

وذهب من يستطيع الذهاب إلى هناك لإيصال المواد الغذائية والأموال والسلاح .. وعمل من يستطيع العمل على إحراج إسرائيل دولياً من خلال أعمال إنسانية علنية تمنعها إسرائيل .. وتظافرت القنوات الإخبارية في سبيل تغطية الحراك العربي الكبير لتحرير فلسطين ..  وكانت تلك الجهود مفعمة كلها بالهدف الواحد الذي يمس كل مسلم مساساً شخصياً لأنه يرى إسرائيل تعتدي على شعبه وأهله في فلسطين..

لو كان كذلك لهربت إسرائيل قبل أن يتعرض لها أحد وبحثت لها عن أرض أخرى فوق القمر أو تحت البحر..

أقول لو!!!!!

ولكننا أصبحنا نرى أن قضية فلسطين هي قضية الفلسطينيين .. بل إننا أصبحنا نرى بعض المسلمين كالإيرانيين أخطر علينا من إسرائيل .. وافتتن الشيعة والسنة ..ووقعت المنطقة العربية في حالة (تشرذم ثوري) فمن يقف مع الشعب البحريني اتهمه الآخرون بموالاة نظام الأسد .. والعكس بالعكس .. بل إن البعض أصبح يستنكر عدم خروج مظاهرات تأييدية لثورته في فلسطين.. وكأن الفلسطيني يعيش منعماً لا هم له ولا شغل إلى متابعة هذا وذاك..

لقد تخلينا عن هذه القضية شعوباً وحكومات .. وأصبحنا نراها قضية تاريخية لا ينبغي الكلام عنها .. وبتنا نتهم الشعب الفلسطيني بتضييع قضيته الشخصية .. ونرى متابعتها مضيعة للوقت .. وأحسب أننا في طريق خلعهم من الأمة دينياً أيضا  .. لأننا كنا نشاركهم القبلة ولكنها قبلة أبدلنا الله خيراً منها ولم يعد لما بها حاجة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق