14‏/12‏/2011

نافورة .. من عصافير.

وفي كل صبح ..
لنا عند بابكِ
نافورة ..
من .. عطش .!
نراودها ..
ثم نذرف ما نستطيع ..
من الأحرف المستهامة .!
نمزجها بالمواويل .!
نمزجها
بالأريج .. وألوان ورد البساتين ..
والأمنيات .. وبعض الخرافات  ..
والأغنيات التي زغرد الأفق .. لما ترشف من فوق أوراقها قطرة من ندى .!
ونمزجها بالسحاب الثقال ..
وماء الخيال الزلال .. وحلم الوصال ..
وبعض الكواكب .. والشمس ..
في باقة من " تراتيل "
هل هذه الكأس تكفي لإشعال نار الأمان ؟!
وإبداع لوحة دفء المناجاة ..
تسمو .. وتسمو ..
إلى أن تدق على باب " رضوان " *
يصبغ جنته بلظاها
وما أعذب الجنة \ النار ...
..
يفسد هذا الخشوع نعيقٌ 
من العقرب الوغد : هيا
فإن الشوارع مكتظة باغتيال الطقوس ..
التي في النفوس .!
فلا تتأخر على موعد من خريف البنوك
تعجَّل .. تعجَّل
..
أقدم رأسي لمقصلة الوقت ..
أحدو ..
وأغسل آثار بوحي بدمعِ سخينِ
ووعد حنينِ ..
وعقربي الوغد ينعقْ :
تعجَّل .. تعجَّل
..
يداهم هذا الشحوبَ ..
من النور .. سيلُ أهازيج .!
قد أخمد الموت في كل ثانيةٍ .!
هل رأيتِ البساتين تلبس ثوبا .. من الرقص ؟!
يوم تجليت فوق القصيدة ..
عصفورة من ترانيم ..
مورقة الريش ..
تبعث زغردة من مرايا .!
فما عدت أبصر غير العصافير .!
عصفورة .. في الخيوط المدلاة من شرفة الفجر .!
عصفورة .. في زجاجة عطر الصباح .!
وعصفورة .. وهي أحلى العصافير ..
واقفةً خلف باب النوافير ..
تنسج ثوبا .. من الشوق .!
عصفورة .. في الطريق إلى المستحيل .!
وعصفورة .. في صدى الصادحين بلحن النهاوند .!
وعصفورة .. في الجنون .!
وعصفورة .. تتراقص بين الضلوع .!
وعصفورة .. من خشوع .!
وعصفورة .. في المساء تغني :
" ولو أنني أستغفر الله كلما ... " رأيتك " لم تُكتَب عليَّ ذنوبُ " **
....
...
..
وفي كل صبح ..
لنا عند بابك ..
نافورة ..
من عصافير.!



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* خازن الجنة.
** البيت لمجنون ليلى: ولو أنني أستغفر الله كلما ذكرتك لم تُكتب علي ذنوب.

هناك تعليق واحد: